عيد استقلال أوزبكستان هو عيد يجمع الناس ويملأ قلوبهم بالحب
اكتساب الاستقلال هو ليس مجرد تاريخ لتأسيس الدولة، بل هو أيضًا قصة شعب، ومصائر الأفراد، ومستقبل البلاد. لهذا السبب، يُعتبر السيادة من أهم القيم لأي دولة. أما بالنسبة للمواطنين، فإن الحياة السلمية والاستقرار الاجتماعي يمثلان الإنجازات الأساسية التي يجلبها الاستقلال.
السلام والاستقرار اللذان يسودان اليوم في بلادنا، والتوافق بين القوميات، وأجواء الخير والرحمة، والاهتمام المستمر بالناس الذين يحتاجون إلى المساعدة والرعاية – كل هذا العمل النبيل أصبح جزءًا لا يتجزأ من السياسة الحكومية. السلام والهدوء، التوافق المدني، التسامح الديني، والمشاركة المتساوية لممثلي الثقافات المختلفة في الحياة الاجتماعية، هي السمات المميزة لأوزبكستان الجديدة، التي أصبح نموذجها ذا قيمة في تعزيز وتشجيع الحوار بين الأديان والثقافات.
تنص المادة 1 من الدستور في النسخة الجديدة على أن: “أوزبكستان دولة ذات سيادة، ديمقراطية، قانونية، اجتماعية وعلمانية بنظام جمهوري للحكم.”
وكما ورد في المادة 2، فإن الدولة تعبر عن إرادة الشعب وتخدم مصالحه. وتكون الهيئات الحكومية والمسؤولون فيها مسؤولين أمام المجتمع والمواطنين. بينما تنص المادة 8 على أن: “شعب أوزبكستان يتكون من مواطني جمهورية أوزبكستان بغض النظر عن جنسيتهم.”
في هذا العام، ستحتفل البلاد بالذكرى الثالثة والثلاثين للاستقلال تحت شعار “فقط معًا نحن أمة واحدة، فقط معًا نحن بلد قوي!” وسيتم تنظيم العديد من الفعاليات في إطار الاحتفال تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية، والترويج للتراث الثقافي والإنجازات التي حققتها أوزبكستان. وستشمل هذه الفعاليات أمسيات أدبية وفنية، وأيام السينما الوطنية، واحتفالات شعبية، وفعاليات ثقافية ورياضية، ومهرجانات للطهي.
وكما جاء في قرار الرئيس “بشأن الإعداد والاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين لاستقلال جمهورية أوزبكستان” الصادر في 18 يوليو 2024: “بفضل الاستقلال، أصبحت بلادنا دولة ذات سيادة، ديمقراطية، قانونية، اجتماعية وعلمانية، وعضوًا كاملًا في المجتمع الدولي. لقد أعاد العالم اكتشافنا واعتراف بنا. تتوسع علاقات الصداقة والتعاون مع دول وشعوب مختلفة، ويزداد مكانة وطننا على الساحة الدولية.
خلال السنوات الأخيرة، وأثناء تنفيذ الإصلاحات الديمقراطية الواسعة النطاق، ندرك بشكل خاص السعادة والشرف الكبيرين، وفي نفس الوقت المسؤولية الهائلة، التي يحملها أن تكون دولة مستقلة ومنفتحة على العالم، وأن تحتل مكانة مرموقة في عائلة الشعوب الحرة، وتسعى لتحقيق مستوى معاصر من التطور.
التغيرات الجذرية في السياسة الداخلية والخارجية، الموجهة نحو تحقيق المصالح الوطنية، والنتائج العملية التي تم تحقيقها، تحظى باعتراف ودعم المجتمع الدولي.”
منذ اليوم الذي اكتسبت فيه أوزبكستان استقلالها، شهدت البلاد تغييرات هائلة في جميع مجالات الحياة. النمو الاقتصادي، الاستقرار الاجتماعي، والاستقلال السياسي – كل ذلك أصبح ممكنًا بفضل جهود الشعب.
تاشكينت، سمرقند، بخارى، خيوة، شاخريسابز، تيرميز، وكوكاند – مدن معروفة بعيدًا عن حدود أوزبكستان كمراكز للفن والثقافة والعلم. القصور، الأضرحة، المساجد والمآذن التي تم بناؤها على هذه الأرض احتلت مكانها في سجل التاريخ العالمي. في العصور الوسطى، كانت أوزبكستان قلب طريق الحرير العظيم، مما ساعد في تطوير المشاريع المعمارية الفريدة.
إضافة إلى ذلك، تستمر الأعمال الإنشائية الهائلة حتى يومنا هذا. يتم تشغيل مصانع صناعية كبيرة، وعدد كبير من مشاريع الأعمال الصغيرة وريادة الأعمال الخاصة. تُبنى المنازل، الطرق والجسور، ومرافق البنية التحتية والتعليم والعلوم والصحة والثقافة والرياضة.
علاوة على ذلك، لا تزال الأعمال الإنشائية الضخمة جارية حتى اليوم. يتم تشغيل المصانع الصناعية الكبيرة، والعديد من مشاريع الأعمال الصغيرة وريادة الأعمال الخاصة. يتم بناء منازل سكنية وطرق وجسور، وكذلك مشاريع البنية التحتية والتعليم والعلوم والرعاية الصحية والثقافة والرياضة. الطرق الواسعة، ومناطق الترفيه، والمؤسسات التعليمية من ضواحي كاراكالباكستان إلى القرى النائية في وادي فرغانة تسرّ العين. بالإضافة إلى ذلك، تم افتتاح محطات جديدة من المترو العلوي في طشقند. نحن شهود على الإصلاحات واسعة النطاق والنمو الاقتصادي في جميع المجالات، وهو ما يعكس آمال الشعب وأحلامه وتطلعاته.
في جمهورية كاراكالباكستان، وفي المراكز الإقليمية، وفي طشقند، وكذلك في جميع المدن والمناطق والقرى والبلدات، سيتم الاحتفال بيوم الاستقلال بشكل لائق. ينتظر شعبنا، خاصة الشباب، بفارغ الصبر المسابقات التقليدية مثل “صورة الوطن بعيون الفنان”، و”العيش من أجل الوطن!”، و”الأعظم، والأغلى”، التي تهدف إلى تعزيز الوطنية والتراث الثقافي والفخر الوطني بين الجيل الناشئ.
على مدى السنوات الأخيرة، حققت الجمهورية معدلات نمو اقتصادي مرتفعة وخطت خطوات كبيرة نحو التنمية المستدامة. من بين الاستراتيجيات الرئيسية للدولة هو إدخال التكنولوجيا الحديثة وتنويع الاقتصاد، مما يضمن خلق فرص عمل جديدة وتحسين حياة السكان. إلى جانب ذلك، أصبحت أوزبكستان واحدة من اللاعبين الرئيسيين في المنطقة في مجالي النقل والطاقة.
جزء مهم من الإصلاحات هو تطوير نظام تطبيق القانون، وتعزيز حقوق المواطنين، ومكافحة الفساد. هذه الخطوات تتيح لشعبنا المشاركة بشكل أكثر نشاطاً في اتخاذ القرارات وتشكيل مستقبلهم.
تبقى رعاية الشباب في مقدمة الأولويات. وفي هذا السياق، تم إعلان عام 2024 “عام دعم الشباب والأعمال”، مما يعكس سعي البلاد إلى تعزيز دور الجيل الشاب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية ودعم ريادة الأعمال. ويشمل ذلك إنشاء صناديق خاصة لتمويل المشاريع الابتكارية للشباب، وتطوير برامج لتحفيز الأعمال، وتقديم قروض صغيرة. أهمية مشاركة الشباب النشطة في عملية تحديث المجتمع من خلال تطوير إمكاناتهم العلمية وحصولهم على تعليم عالي الجودة تم التأكيد عليها أيضاً في استراتيجية “أوزبكستان – 2030”.
لماذا يتم إيلاء هذا القدر الكبير من الاهتمام للشباب في أوزبكستان؟ كان الشباب دائماً مصدر الابتكار والتجديد. لديهم الجرأة والطاقة اللازمة للأعمال التجارية والتنمية في مجالات الاقتصاد والسياسة وكذلك في التعليم والثقافة. تسعى الدولة إلى خلق بيئة تعزز تنمية الشباب من الجنسين، مما يضمن تنفيذ فكرة “أوزبكستان الجديدة – النهضة الثالثة” تحت شعار “الشباب هم بناة أوزبكستان الجديدة”.
تواصل بلادنا جهودها لتحسين خطط استراتيجية لدعم الشباب وتطوير ريادة الأعمال. في هذا العام، يركز الاهتمام على خلق المزيد من الفرص للجيل الشاب مع التركيز على تطوير إمكاناتهم. على سبيل المثال، يُخطط لمضاعفة عدد الشباب الذين يتم إرسالهم عبر صندوق “إل يورت أميدي” إلى الجامعات العالمية المرموقة لدعم الشباب المبدع وذوي التفكير الحر. نصف هؤلاء سيتم إرسالهم لدراسة العلوم التقنية والدقيقة وتكنولوجيا المعلومات.
في سياق استراتيجية “أوزبكستان – 2030″، يُولى اهتمام كبير لدعم ريادة الأعمال وتطوير الأعمال. في العام الماضي، تم توفير فرص عمل لـ236 ألف شاب في كل حي من خلال برنامج توظيف الشباب. وتم تغطية 189 ألف خريج من المدارس بنظام التعليم العالي والمهني. ووفقاً للأولويات المحددة، يتم تنفيذ نهج جديد بالكامل في العمل مع الشباب في كل منطقة في النظام الوزاري هذا العام، ويتم تحويل أنواع المساعدة المقدمة بناءً على توصيات قادة الشباب. يتم التركيز بشكل خاص على تدريب الشباب على المهن الحديثة.
في العام الماضي، شمل مشروع “أولمبياد المبادرات الخمس” 12 مليون شاب وشابة. وفي الأحياء المحلية، تم بناء 623 ملعبًا رياضيًا للشباب الذين فازوا وحصلوا على جوائز في هذا المشروع. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أنواع المساعدات المقدمة من خلال نظام “دفتر الشباب” إلى 30 في عام 2023.
وتتمثل المهمة الأولوية للدولة في خلق ظروف لحياة حرة، مزدهرة، ومرفهة للنساء، وهو ما تم تثبيته في استراتيجية “أوزبكستان – 2030”. في إطار هذه الوثيقة، يتم تنفيذ تدابير واسعة النطاق تهدف إلى زيادة النشاط السياسي، الاجتماعي، والاقتصادي للنساء، وحماية الأمومة والطفولة، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وضمان حقوقهن ومصالحهن.
بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت أوزبكستان قوانين تضمن للنساء الحصول على أجر متساوٍ مع الرجال عن العمل المتساوي في القيمة. كما تم إلغاء القيود المفروضة على توظيف النساء في بعض القطاعات.
من المهم أن نذكر أن الدولة أدخلت قوانين تحمي النساء من العنف الأسري. في أبريل 2023، تم تعديل قانون العقوبات وقانون المسؤولية الإدارية لمكافحة العنف المنزلي، بما في ذلك العنف الجسدي، النفسي، والاقتصادي. وقد تم تحديد مسؤولية جنائية لهذه الجرائم. يمكن ملاحظة المستوى المتزايد من الثقافة السياسية والقانونية للنساء ونشاطهن الاجتماعي في جميع مستويات الإدارة الحكومية والمجتمعية، وفي جميع مجالات الحياة في مجتمعنا.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم 8 مارس، أشار الرئيس شوكت ميرضيائيف إلى أنه في إطار البرنامج الحكومي لعام 2024، سيتم علاج خمسة آلاف امرأة يحتجن إلى عمليات جراحية معقدة وهن في وضع صعب في حياتهن، وذلك على نفقة ميزانية الدولة والمؤسسات المالية الدولية. بالإضافة إلى ذلك، تم توفير مكملات اليود مجانًا لمليون امرأة حامل و1.5 مليون أم مرضعة، كما تم تزويد نحو ستة ملايين امرأة في سن الإنجاب بمكملات الحديد وحمض الفوليك. علاوة على ذلك، تم تقديم مساعدات سكنية لأربعة آلاف من النساء اللواتي يمررن بظروف حياتية صعبة.
اعتبارًا من مارس 2024، تم إطلاق منصة “أكاديمية الفتيات” لتعليم الشابات ريادة الأعمال، التسويق، والتصميم الجرافيكي. كما يتم تنظيم مسابقات مختلفة، مخيمات تعليمية، وتدريبات ضمن هذا المشروع.
بفضل الاهتمام الكبير والإجراءات المحددة التي يتخذها رئيس الدولة لتطوير الأسرة وتنفيذ سياسة فعالة في هذا الاتجاه، تتحسن باستمرار الأوضاع المادية ونوعية حياة الأسر، ويتعزز وضعها الروحي والأخلاقي.
الاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين للاستقلال هو محطة مهمة في تاريخ بلدنا. خلال هذه الفترة، تجاوزت أوزبكستان العديد من التحديات وحققت نجاحات كبيرة في مسيرتها التنموية.
نحن فخورون بوطننا الحبيب، ونأمل أن يكون مستقبلنا مشرقًا ومزدهرًا.
فيريزا موخيتدينوفا
أستاذة في جامعة طشقند الحكومية للقانون، ودكتورة في العلوم القانونية.