أوزبكستان تفوز بجائزة بلد العام
حتفل مجلة إيكونومست البريطانية سنويا بجائزة “بلد العام” لأفضل دولة تحسنت، ورأت أن جائزة هذا العام من نصيب مكان ألغى العبودية. وقبل تسميتها لهذا البلد أشارت المجلة إلى أن الأماكن التي تبلغ أعلى القمم هي في كثير من الأحيان تلك التي بدأت قرب القاع، فقيرة وبلا قانون يحكمها وغير مستقرة.
وذكرت أن الديمقراطية والسلام المكتسبين حديثا لا يدومان دائما، كما في حالة أونغ سان سو كي زعيمة ميانمار (بلد العام في 2015) التي عاد العالم ليتذكرها عندما مثلت مؤخرا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي متغافلة التطهير العرقي الذي يمارسه جنود بلادها ضد أقلية الروهينغا المسلمة.
وألمحت المجلة إلى أنه في عام 2019 كان الاتجاه السياسي الأكثر لفتا للنظر هو الاتجاه السلبي، ألا وهو النزعة القومية العدائية. فقد قامت الهند بتجريد مسلميها من الجنسية واضطهدت الصين الأقليات المسلمة فيها وحبستهم في معتقلات زاعمة أنها مراكز تأهيل وحطمت أميركا مؤسسات عالمية.
وكان المد العالمي قويا جدا لدرجة أنه كان من المريح رؤية بعض الدول تسير ببطء في الاتجاه الآخر. كما هو الحال مع نيوزيلندا التي تستحق إشادة مشرفة لردها على المذبحة التي نفذها قومي أبيض في مسجدين هناك وأعلنت رئيس الوزراء جاسيندا أرديرن أن أي اعتداء على مسلميها هو اعتداء على جميع الشعب النيوزيلندي، وحظرت حكومتها الأسلحة شبه الأتوماتيكية.
وهذا العام أصبحت دولتان أقل استبدادا بشكل ملحوظ كما في السودان التي طردت دكتاتورها عمر البشير وبدأت مسيرتها نحو الديمقراطية.
ورأت المجلة أن الدولة الثانية التي تستحق الفوز بجائزة بلد العام هي أوزبكستان التي كانت قبل ثلاث سنوات دكتاتورية بالية من حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي ومجتمعا مغلقا يساق بوحشية وعجز نادر، ويُزعم أن نظامها كان يغلي المنشقين أحياء وأرغم جحافل من الرجال والنساء والأطفال على العمل في حقول القطن وقت الحصاد.
وعندما مات طاغيتها إسلام كريموف في عام 2016 بعد 27 سنة في الحكم خلفه رئيس وزرائه شوكت ميرزيوييف. وفي البداية كان التغيير ضئيلا ولكن بعد إقالة رئيس الأجهزة الأمنية في عام 2018 بدأ ميرزيوييف الإصلاحات التي تسارعت خلال العام الماضي، وأنهت حكومته العمل القسري بشكل كبير وأغلق مجمع السجون الأسوأ سمعة في البلاد، وسمح للصحفيين الأجانب بالدخول، ومنع البيروقراطيين من التردد على الشركات الصغيرة التي كانوا يرهبونها لدفع الرشى.
وفتحت المزيد من المعابر الحدودية مما ساعد في توحيد العائلات التي قسمتها الحدود المجنونة في آسيا الوسطى. ودعي التكنوقراط الأجانب للمساعدة في إصلاح الاقتصاد المكبل. ومن المقرر أن تجري أوزبكستان انتخابات برلمانية قبل العام الجديد. وأصبح بإمكان الأوزبكيون العاديون التعبير بحرية عن سخريتهم من الحملات الانتخابية وانتقادها والتذمر من الطبقة السياسية دون خوف من زوار الليل.
وختمت المجلة بأنه رغم أن أوزبكستان لا يزال أمامها طريق طويل لكن ليس هناك دولة أخرى قطعت هذه المسافة البعيدة مثلها في عام 2019.
المصدر : إيكونوميست